مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة
هجوم روسي بطائرات مسيرة على مبنى سكني في أوختيركا يوقع سبعة جرحى ويتسبب بتدمير أجزاء منه قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مقر أونروا في الشيخ جراح في الجانب الشرقي من مدينة القدس المحتلة وتثير استنكار الوكالة سانتوس ينجو من الهبوط بفضل تألق نيمار واللاعب يواجه جراحة ركبة طارئة تهدد مشاركته في مونديال 2026 الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم
أخر الأخبار

مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة

مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة

 السعودية اليوم -

مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة

علي الأمين

القتل والايغال فيه، هكذا هو مشهد حرق الطيّار الاردني معاذ الكساسبة، حيّا حتى صار جسده رماداً. فالقتل العادي، أو الذبح، لم يعد يغري القاتل بشهوة نزع الحياة من جسد القتيل. لكأنّما إشباع غريزة القاتل يتطلّب مزيداً من مضاعفة فعل القتل، عبر هذا التفنّن في التنكيل، بتحويله - اي القتل- إلى صناعة تتجاوز فعل اهدار الروح وتحوّله إلى مشهد راسخ لدى المتلقّي.

الإعدام بالحرق هو محاولة للتفوّق على القتل الذي بات خبراً عادياً في بلادنا، ومشهداً مألوفاً للعالم.

إعدام الكساسبة، بل حرقه بهذا الأسلوب الذي شاهده الملايين أمس، كأنّما هو فعل يريد أن يتفوّق على القتل بالمزيد منه. محاولة لكسر رتابة صدى القتل الذي ألفته آذان المستمعين، ورتابة مشهد الدم الذي اعتادت عليه العيون، لإثبات أنّ للقتل وجوه وفنون وإبداعات يقدّمها مخرجه على مسرح "داعش".

ليس هذا فحسب، بل ثمّة استدراج، من موقع الفرادة في الأسلوب، إلى فنون جديدة من القتل لم تخطر على بال أنظمة الاستبداد، التي برعت في فعل الإبادة والقتل، لكن ليس في فنونه العلنية. والذاكرة السورية غنيّة، كما تلك العراقية، بحكايات الموت والتعذيب في أقبية السجون. لقد تسرّبت صور ومشاهد من هذه الأقبية خلال السنوات الأخيرة. لكنّ نظامي البعث في سورية والعراق كانا يعتمدان على حكايات القتل، التي تروح تتسرّب الى الآذان. والشهادات هي التي كانت تحكي تفاصيل صناعة الجريمة. حكايات الزنازين كانت كلمات تتناقلها النفوس الخائفة قبل الألسن المتهامسة. في حين أنّ "داعش" اليوم لا تريد للحكاية أن تبقى بين الهمس والتواتر، بل تريد أن تستحضر البصر لئلا تترك مجالاً للالتباس. بل يبدأ الخيال من سيناريو القتل الصريح والموثّق والممسرح، ليصطدم بجدار العجز عن إدراك ما خلف المشهد. لكأنّ لحظة البداية هي الختام.

داعش يذهب في اللعبة التي أرادها له أعداؤه ويفاجئهم بتجاوزها. بل هو يستدرج أعداءه إليها. لعبة القتل والإيغال فيه. وهو ليس معنياً بالدفاع لردّ تهمة القتل وردّ ما يقال فيه من أوصاف الإجرام. بل ينمو ويتمدّد في لعبة الثأر التي يشتهيها، ويستبشر بردّ فعل السلطة الأردنية على حرق الطيار، من خلال إعدام رجاله. فالثأر مبتغاه وملعبه الدموي. حرفة القتل والتفنّن فيها مصدر تميّزه وقوّته، هي ساحته، ومركز قوّته. ولأنّه تنظيم عسكري ديني نشأ وترعرع في بيئة تتّسم بطبيعة اجتماعية عشائرية، أوغل في استثمار القهر الاجتماعي المتراكم منذ عقود في هذه البيئة ليخرج في صورة تنظيم لاغٍ لما عداه، رافعاً لغة السيف التي لا يتقن سواها.

داعش بتقدّم كتعبير صريح وفجّ، كما هو مشهد قتل الرهينتين اليابانيتين أخيرا وحرق الكساسبة. هو يعبّر دموياً عن ثقافة الصراع الذي يحكم أطرافه في المنطقة اليوم. يفتقد الصراع المعنى، ليتحوّل إلى مجرّد سلوك تدميري للمجتمعات العربية. فأدوات الصراع مذهبية وقبلية ولا مشروع سيحكم إلا مراكمة السلطة والنفوذ والتحكّم.

داعش سينمو وسط هذا العبث، ولعبة الدم تغريه ومسرَحَة الجريمة، كما يقدّمها إلى العالم بحرق الطيّار الأردني، بهذا الأسلوب الموغل في تظهير فجاجة الجريمة، وإخراجها الناري، سيجعلنا نكتشف كيف أنّ الجريمة التي لا نرى كامل تفاصيلها تخدّر الوعي. و"داعش" في مسرحة القتل كأنّما يخدعنا مجدّداً. فربّما نجح في أن يجعل من مقتلة الكساسبة جريمة تتفوّق في إجرامها على جريمة إبادة السوريين المستمرّة منذ سنوات.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة مسرَحَةُ الحرق تتفوق على الابادة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon