كيف سرقتنا الغفلة
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

كيف سرقتنا الغفلة؟

كيف سرقتنا الغفلة؟

 السعودية اليوم -

كيف سرقتنا الغفلة

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

أنا لا أخجل من طرح نفسى على الورق، لأن تجارب الحياة هى التى تدربنا: كيف نكون أنفسنا؟.. وتعلمنا كيف نتجاوز هزائمنا الصغيرة ونجعل من انكسارنا محطة انطلاق.

القارئ الذى عرفنى، (كما عرف غيرى من الكاتبات)، بوجه واحد لا تغادره قسمات القوة والتحدى، ولا يمل المواجهة دفاعاً عن الدين والوطن.. هذا القارئ ربما يتخيل أننا وُلدنا تحت الأضواء، وأننا نتمتع بقوة خرافية تجعل منا محاربات من طراز خاص.. ولا يعلم أن بيننا من خسر حياته الخاصة، أو أن «الكتابة» سرقت عمره، حذفت من أيامه لحظات السكينة، وصادرت بعض أحلامه وكأنه خُلق للهم العام.

لهذا ربما.. ولأسباب أخرى، قررت أن أشاركه هذه الرسالة بكل ما تتضمن من شجن وغضب وتمرد، بكل من فيها من مرارة الفقد وروعة إعادة اكتشاف الذات.. بكل ما فيها من خصوصية ومن إشارات لقضايا عامة.. بشفرتنا وقاموسنا الخاص.

الرسالة من صديقتى المحامية والإعلامية والكاتبة «أميرة بهى الدين»، وكأنها تحذير لكل من يفارق دون أن ينظر خلفه ويعيد حساباته، لكل من سقط البشر من سنين عمره دون أن يبكى غيابهم.. عرفت «أميرة» الناشطة النسوية فى مؤتمر بتونس، وعرفت «أميرة الإنسانة» فى منزلها.. كيف توحدنا وتشابكت أحزاننا وتعانقت أحلامنا، كيف وثّقنا بحبر القلب أحداث عمرنا؟.. كيف تُهنا.. أين كنا.. وكيف عدنا؟

هذه ورقة من مذكرات «محاربة صلبة» تقهر حزنها بالكلمة.. سأتركها تروى لكم صديقتى أميرة «حكاءة» ماهرة:

كيف سرقتنا الغفلة؟

كيف مرت السنوات ونحن نفقد أشياء حقيقية فى حياتنا دونما ننتبه أننا نفقدها، كيف باعدتنا الأيام عن أصدقاء أحباء ولا نتوجع لفقدهم ولا ننتبه لخسارتنا ولا نسعى لوصل ما مزقته الأيام الباردة؟!

لعلها السنوات العشر الأخيرة التى سرقتنا فى دواماتها فنسينا أنفسنا وما نحبه وما نطمئن له وما نملكه رصيداً قيماً عزيزاً لأيام العمر، لعلها السنوات العشر الماضية جرفتنا أمامها فتعثرنا فى حياتنا الخاصة وعلاقاتنا وأغلقنا علينا الأبواب فبهتت الذاكرة وتلاشى توهجها ونسينا أنفسنا وأحباءنا.

لا أعرف بالضبط ماذا حدث لكنى أعرف أن علاقتى بصديقة غالية وهنت بلا مبرر موضوعى ولا سبب شخصى وكأن عاصفة من الرمال الخشنة هبَّت علينا ووأدت صداقتنا ورصيد أيامنا وذكرياتنا تحتها وخنقت أنفاسنا فانشغلنا بالنجاة ونسينا ما يستحق منا الجهد للحفاظ عليه..

سيدة جميلة ذكية محبة للحياة محاربة من أجل ما تؤمن به، جمعتنا الصدفة فى لقائنا الأول أما ألوف اللقاءات اللاحقة فكانت اختياراً مشتركاً لنا معاً، اقتربنا بسرعة وصرنا لبعضنا الدائرة الآمنة والحضن الكبير الحنون، أحبت أمى وأحببت أمها، وصارت خالة بناتى وصرت أختها وتشاركنا لحظات الفرح وأوقات الدموع، وجلسنا على سلالم المستشفيات نضحك رغم الحزن واختبأنا فى حضن بعضنا وقت قست الأيام علينا، وزغردنا معاً فرحاً فى كل مناسباتنا السعيدة، وسافرنا العمرة معاً، وسافرنا رحلة الـ٧٢ ساعة للصين معاً، وشاركت بنتى اختيار أثواب خطوبتها وأنا مسافرة فى شغل ونزلت مع أمى تشترى لى طبق فضة قررت أمى تهادينى به وفى ليلة باردة بعيدة من شتاء ديسمبر وحين أخبرتها بتعبى وقلقى وعجزى عن النوم ارتدت معطفها الأنيق فوق البيجاما والبوت ونزلت من بيتها قبل الفجر لتنام بجانبى وتطمئننى، وقضيت فى حضن أمها وحنان دعواتها وصخب إخوتها وأولادهم ثلاثة أيام من البهجة فى الإسكندرية وقضيت فى بيتها عشرات الأمسيات وقضت فى بيتى عشرات الأمسيات، وقضينا معاً أياماً وساعات ننسج الذكريات والمحبة ونتكلم ونضحك ونبكى ونشكو قسوة الأيام ونقوى بعضنا البعض، وخرجنا كثيراً وسافرنا كثيراً وعلى مقبرة أمى كان صوت بكاء قلبها أعلى من صوت بكائى وحين ماتت أمها لم أعزِّها لأن ماما «حياة» تخصنى مثلها، وحين كبر الأولاد والبنات فرحنا بتخرجهم ووظائفهم وزواجهم وأولادهم، وفى ليالٍ موحشة تشارَكنا الأسى، وعلى شاطئ البحر ارتدينا نفس القبعات المزركشة، عرفتنى بأصدقائها فصاروا أصدقائى وعرفتها بأصدقائى فصاروا أصدقاءها، واقتربنا وتوحدنا وصنعنا تاريخاً خاصاً عجزت كل أيام الخرس والتوهة والغفلة عن محوه، مئات بل ألوف المواقف بيننا تشاركنا عيشها معاً، بيوت غيّرناها وسيارات بدّلناها وقصص نجاح مهنى ودموع حسرة وأيام يُتم وأيام فرح وأصدقاء دخلوا حياتنا وآخرون خرجوا منها..

ما الذى حدث لتسرقنا الغفلة فنتباعد؟ ربما أنا السبب وربما هى، وربما الأيام والأحداث..

كل ما أعرفه أن صدفة ساذجة منذ عدة أيام خلقت بيننا مكالمة تليفونية وبضع كلمات قليلة لينفجر بداخلى بعدها كل الذكريات والمحبة والمشاعر وصحبة الأيام فأغضب منى ومنها لأننا بعدنا رغم كل ما بيننا من عمر يستحيل تعويضه ولا استبداله ولا نسيانه، مكالمة تليفونية من بضع كلمات سحبت خلفها سنين العمر التى تشاركنا فيها بمنتهى المحبة والإخلاص والغلاوة، أغضب من نفسى وأعفيها من غضبى، ثم أغضب منها وأعفى نفسى من الغضب وفى الأخير أنسى كل الغضب وأنسى البعد والجفاء وأنسى السنوات التى قطعت الوصل بيننا، ولا أتذكر إلا كل الحب والتفاهم والمودة الذى كان وما زال بيننا وأحسه غالياً عزيزاً يستحق منا الحرص عليه الآن وغداً..

أفتقدك جداً يا صديقتى الغالية.. أفتقد جلساتنا وضحكنا وبكاءنا وطمأنينة أرواحنا.

أفتقد وجودك فى حياتى ودعمك ومحبتك.. أفتقد صداقتنا ومحبتنا..

أفتقدك ولن أفتقدك بعد الآن.. وأحبك كنت وما زلت يا صديقتى الغالية.

هل أعتذر لها بهذه الكلمات؟ طبعاً، لكنى أيضاً أعتذر لنفسى لأنى سمحت للأيام أن تتوهنى.

والآن الاعتذار ليس هو المهم بل المحبة التى يتعين علينا أن نحافظ عليها لأنها تستحق ونحن أيضاً نستحق.

arabstoday

GMT 22:58 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم الحلول

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سرقتنا الغفلة كيف سرقتنا الغفلة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon