تاريخ ما أهمله التاريخ حفيد الباشا الثائر
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

تاريخ ما أهمله التاريخ.. حفيد الباشا الثائر

تاريخ ما أهمله التاريخ.. حفيد الباشا الثائر

 السعودية اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ حفيد الباشا الثائر

بقلم : مصطفى الفقي

رحل السفير «على ماهر» عن عالمنا بعد مرض طويل، منسحبًا من الحياة بذات الهدوء الذى اتصف به عبر مسيرة عمره كله، وهو ابن السيدة «سميحة أحمد ماهر»، ابنة الباشا الثائر، وعمها الآخر هو الباشا الداهية «على ماهر»، وقد اختارت لابنيها اسمى أبيها وعمها تيمنًا بقدرهما الرفيع فى السياسة المصرية الحديثة، ولقد أصبح الشقيق الأكبر لأحمد ماهر وزيرًا للخارجية، ورحل عن عالمنا منذ سنوات قليلة، وبقى «على ماهر» أيقونة فريدة فى عقد الدبلوماسية المصرية بثقافته الواسعة وخبرته الطويلة وأدبه الجم، وكانت لديه كما كان الأمر لأخيه الراحل قدرة مبهرة على الحديث باللغة الفرنسية على نحو كان محل دهشة الفرنسيين أنفسهم، وعندما كان سفيرًا فى «باريس» كان مُشرفًا لبلاده ونموذجًا رائعًا لسفراء العالم فى عاصمة النور، وأتذكر أننى زرتها عدة مرات أثناء وجوده على رأس بعثتنا هناك، وكان يصر على استقبالى ومرافقتى حتى باب الفندق كرمًا منه زائدًا وأدبًا رفيعًا اتصف به على الدوام.

وتعود علاقتى بهذا الدبلوماسى الراحل إلى سنوات التحاقى بوزارة الخارجية ودراستى بالمعهد الدبلوماسى، وكان هو بدرجة (سكرتير ثالث)، وكان يصر على توصيلى معه إلى «مصر الجديدة» بسيارته (الفولكس) الصغيرة، وقد اقترن بزميلتى الفاضلة الملحقة الدبلوماسية «شاهيناز عباس المهدى»، ابنة الباشا المحترم، شقيقة الوزير «أمين مهدى»، وزير العدالة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير 2011، وقد شكل «على ماهر» و«شاهيناز المهدى» ثنائيًا راقيًا فى كل المحافل الدولية والمحلية، وعندما عمل مديرًا لمكتب وزير الخارجية ، وذهبت إلى الوزارة مُبعَدًا من رئاسة الجمهورية، كلف الوزير «عمرو موسى » مدير مكتبه «على ماهر» بترتيب أوضاعى الجديدة، وأصدر قراره بتعيينى أمينًا للمجلس الاستشارى للشؤون الخارجية، وأتذكر أن الراحل الكريم كان يذهب معى لانتقاء حجرة مكتبى والتأكد من كافة الترتيبات المتصلة بوضعى الجديد.

ولقد كان فارسًا نبيلًا فى كل مواقعه ومواقفه، وعندما أنهى مهمته سفيرًا فى «باريس» كانت «مؤسسة الفكر العربى»، التى أسسها الأمير «خالد الفيصل»، تبدأ خطواتها الأولى، وعرض علىَّ الأمير وقتها أن أكون أول أمين عام لتلك المؤسسة، بعد أن تحدد مقرها فى «بيروت»، على أن يكون الأمين العام مصريًا، ولكننى اعتذرت وقتها بسبب عضويتى للبرلمان المصرى، واقترح الكثيرون على الأمير- وأنا منهم- اختيار السفير اللامع «على ماهر» لهذا المنصب، الذى شغله باقتدار لسنوات ثلاث، وترك أثرًا طيبًا لدى الأمير ومجلس الأمناء والمجلس الاستشارى للمؤسسة وسائر الأعضاء، وقضى «على ماهر» تلك السنوات فى العاصمة اللبنانية، متحدثًا بالعربية والإنجليزية والفرنسية كأفضل ما يكون الحديث، تاركًا رصيدًا يذكره له الجميع مثلما يذكر له أشقاؤنا فى «تونس» فترة عمله هناك سفيرًا لمصر والانطباع الطيب الذى خلَّفه ذلك الراحل، الذى رشحته الشائعات ليكون وزيرًا للخارجية فى مطلع هذا القرن، ولكن شقيقه الأكبر قد حظى بذلك المنصب، وقد كان هو الآخر يحمل ثقافة رفيعة وكفاءة عالية، وقد خدم سفيرًا فى «البرتغال» و«بلجيكا»، ثم فى «موسكو» و«واشنطن».

إنها عائلة متميزة تركت بصماتها على العمل الدبلوماسى، ولا عجب، فالدكتور «أحمد ماهر باشا» من ثوار 1919 الذى خرج على «الوفد» عندما اختلفت آراؤه مع «النحاس باشا»، وهو الذى قال له، غداة حادث 4 فبراير 1942: (لقد جاءت حكومتك يا باشا محمولة على الدبابات البريطانية!) وقد اغتيل فى «البهو الفرعونى» بمبنى البرلمان المصرى، أما «على ماهر باشا» فهو الذى أشرف على تولية «فاروق» مقاليد الحكم، حيث كان رئيسًا للديوان الملكى، وهو أيضًا الذى حمل إليه «وثيقة التنازل» عن العرش ليوقعها فى إطار أحداث ثورة 23 يوليو 1952، فكان هو الذى أشرف على توليته وأشرف على تنحيته، وكان سياسيًا ضليعًا، كما اتهمه الإنجليز بالتعاطف مع سياسات (المحور)، وحاولوا إبعاده عن المسرح السياسى خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.

إن عائلة «ماهر»- الأجداد والأحفاد- يمثلون دوحة متألقة فى تاريخنا السياسى والدبلوماسى، ومازالت أصداء السنوات التى قضاها السفير «على ماهر» مسؤولًا عن العلاقات الخارجية لمكتبة الإسكندرية، ثم متحدثًا رسميًا باسمها، تملأ الزمان والمكان، حيث يذكره الجميع هناك بالثناء والتقدير والعرفان، وقد نعاه مدير المكتبة، الدكتور «إسماعيل سراج الدين»، بمقال فى الصحف، غداة وفاته، كما فعل نفس الشىء السيد «عمرو موسى»، وزير الخارجية الأسبق، فقد ترك الراحل مودة واحترامًا وإعجابًا لدى كل مَن عرفه فى مسيرة حياته الدبلوماسية والثقافية، لقد تذكرت ذلك كله ونحن نقف أمام قبره عندما كان يُوارَى ثرى «مصر»، مسافرًا إلى حيث لا يعود الناس، ونحن لا نملك إلا الدعاء له بالمغفرة، وسوف نتذكره دائمًا نجمًا بارزًا فى سجل الدبلوماسية المصرية، كما سوف تتذكره أجيال الدبلوماسيين القادمة نموذجًا يُقتدى ومثالًا يُحتذى وابنًا بارًا للوطن المصرى.

arabstoday

GMT 15:57 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

أقباط مصر

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

اعترافات ومراجعات (36).. أزمتِي مع التكنولوجيا

GMT 06:13 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

فوائد الكورونا

GMT 07:27 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

طارق حجى.. جدل الثقافة

GMT 05:52 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

هل يتراجع إرث غاندى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ما أهمله التاريخ حفيد الباشا الثائر تاريخ ما أهمله التاريخ حفيد الباشا الثائر



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon