المثقف والموظف
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

المثقف والموظف

المثقف والموظف

 السعودية اليوم -

المثقف والموظف

بقلم : مصطفى الفقي

نظرت حولى فيمن أعرف بدءًا من مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيخوخة، فوجدتهم نوعين، الأول هو ذلك الذى يمتلك الوعى العام الذى يجعل تفكيره شاملًا ورؤيته متكاملة ونظرته للأمور فوقية، فلا يتوه فى التفاصيل ولا يضيع فى زحام البيروقراطية، أما الثانى فهو الذى تستهويه الوظيفة ويستغرق فى الإداريات وله باع فى فهم الماليات، وضعًا فى الاعتبار أن هناك خصومة تاريخية فى بلدنا بين زهو المناصب ووهج الثقافة! ورأيت أن على الكبار أن يتنحوا جانبًا ويفسحوا المجال للأجيال الجديدة لتأخذ حظها، حتى وإن لم تكن تلك الأجيال السابقة قد حصلت على ما تستحق فى وقتها، فلكل زمان رموزه ومعاييره وظروفه، لذلك يجب أن يقنع الكبير بموقع استشارى أو منصب عام، ولكن لا يتعين عليه أبدًا أن يكون جزءًا من الإدارة المصرية، مهما كانت الظروف، لأننا نعيش فى ظل أقدم جهاز إدارى على الأرض، أقول ذلك بمناسبة صدور القوانين المنظمة للإعلام المصرى المقروء والمسموع والمرئى، وترشيحات المواقع المماثلة على مستوى الدولة، لكى أؤكد أننا نحتاج إلى مصريين أكفاء يجيدون فن الإدارة على نحو يوفر قوة الدفع ويسمح بتراكم الخبرة، وهو أمر يحتاج بالضرورة إلى حيوية وحماس مع القدرة على التعامل مع 

المواقف بسرعة وذكاء، إن موضوعيتى تتغلب على شخصيتى، لذلك عادت بى الذاكرة إلى عقدين ماضيين من الزمان أو أكثر عندما كتبت مقالًا شهيرًا فى عصر الرئيس الأسبق مبارك عن «الطابق المسحور» أو «الجيل المسروق»، فلقد قالوا لنا فى البداية إنكم مازلتم صغار السن وأمامكم المستقبل، وبعد ذلك بسنوات قليلة قالوا لنا إنكم تغادرون مرحلة الشباب وقد أصبحتم كبارًا، فدعوا الفرص لغيركم، لذلك لم يقف المصعد عند الطابق الذى يقيم فيه بعضنا لينتهى الأمر بذلك النفر إلى التركيز على الفكر والقلم والاتجاه نحو العمل العام، وهنا أقول إن المجالس ذات الطابع القومى والوطنى يمكن لها أن تضم أصحاب الخبرة، حتى ولو تقدم بهم العمر نسبيًا، مع ترك مساحة كافية للأجيال الجديدة، وقد لاحظت دائمًا أن السياسى المثقف أفضل من السياسى الموظف إذا جاز التعبير، ولا أشك أن جزءًا كبيرًا من قراءات عبدالناصر فى شبابه، خصوصًا فى التاريخ العسكرى، وكذلك الثقافة الواسعة والمتعددة للسادات فى سنوات التشريد والسجن والعمل بالصحافة، قد أضفت على كل منهما بعدًا خاصًا وروحًا متميزة فى إدارة الحكم وممارسة السلطة، وأنا أدعو إلى الدفع بالشباب إلى المواقع التى تربط بين السلطة والمسؤولية، م

ع الحاجة إلى المتابعة اليومية، تأهيلًا لهم وحقًا عليهم تجاه وطن ينتظر منهم الكثير، ونلاحظ هنا أن التفكير نوعان: تفكير (مكرو) مثلما هو الحال فى النظرة إلى الاقتصاد الفوقى، وآخر (ميكرو) مثلما هى تفاصيل بنود النشاط الاقتصادى وخططه، أقول ذلك للتأكيد على أن السياسى بطبيعته يجب أن تقف حدوده- مهما بلغ من العمر- عند حدود التخطيط العام والرؤية الشاملة، فهو يقف فى دائرة الـ(مكرو)، أما الشباب فلابد أن يتعلموا من التفاصيل أولًا، وأن يصعدوا من القاعدة إلى القمة بخبرات تنقلهم تلقائيًا من مرحلة الـ(ميكرو) إلى مرحلة الـ(مكرو)، ولقد لاحظت دائمًا أن الأمر قد يختلف عن ذلك، فترى أحيانًا فى مناصب عليا مَن لم يتجاوزوا مرحلة الـ(ميكرو)، ونرى مغمورين عند السفح، رغم امتلاكهم النظرة الـ(مكرو)، وذلك خلل حقيقى يدعو إلى مراجعة كثير من المواقف والمواقع والمناصب، حتى لا نرى كبيرًا يفكر بطريقة جزئية وصغيرًا يفكر بطريقة شاملة! وأنا ممن يؤمنون بأهمية (فقه الأولويات) وترتيب العقل وجدولة الذهن، فهى أمور لازمة لكى يكون القرار رشيدًا وتصبح الرؤية واضحة، لأن المناخ الضبابى والبيئة التى لا تعرف الجو الصحى ولا الفكر السوى هى أمور تعوق الأمم وتعرقل ا

لشعوب، ولقد عشت فى الهند سنوات فى مستهل شبابى، وتعلمت منهم أهمية الالتزام بالخطة طويلة المدى، إذ مازال الهنود يمضون وراء قرارات المجلس الأعلى للتخطيط، الذى اقترن بعصر «جواهر لال نهرو»، فى مطلع خمسينيات القرن الماضى، كما أن لديهم ميزة حرمنا الله منها، وهى أنهم يستكملون ما يبدأون ولا يتوقفون عند منتصف الطريق، ولنتذكر أننا فى مصر تحدثنا عن الدولة النووية منذ أيام الوزير صلاح هدايت فى العصر الناصرى، ومررنا أيضًا على دولة الفضاء، وتغنينا كثيرًا بصاروخين، هما القاهر والظافر، ثم تحدثنا عن غزو الصحراء والثورة الخضراء، ولكن الذى حدث أن الصحراء مازالت تنتظر مَن يزرعها، بينما فقدت الدلتا مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة بالتعديات والتجاوزات وغرس الحوائط الأسمنتية قبيحة المنظر، والتى تفتقد إلى الطراز المحدد أو الذوق العام، كما تحدثنا عن الثورة الإدارية لنسف الروتين، فإذا هو يزداد تعقيدًا والجهاز الإدارى يزداد تضخمًا والمصالح تبقى راكدة فى مكانها، وذلك كله تراكم عقود طويلة وإفراز عقل مرتبك لم يلتزم منذ البداية بالقواعد العلمية أو التفكير السليم، فكانت النتيجة ما ورثناه وما ظللنا نعانيه.

إننى أقول صراحةً إن نموذج الموظف المثقف هو ذلك المطلوب لكى يقود الوحدات الإدارية والهيئات الحكومية فى شرائح عمرية أقرب إلى الشباب ويتجه بها نحو الدولة العصرية، أما الموظف البحت، الذى لا يرى أبعد من موضع قدميه، فهو كارثة حقيقية على مستقبل الوطن ومصالح أبنائه.. دعونا أيها السادة نختار الأفضل للموقع الأنسب، فمصر عانت كثيرًا ونريدها أن تعود- كما يردد رئيسها- «أم الدنيا»!

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 15:57 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

أقباط مصر

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

اعترافات ومراجعات (36).. أزمتِي مع التكنولوجيا

GMT 06:13 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

فوائد الكورونا

GMT 07:27 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

طارق حجى.. جدل الثقافة

GMT 05:52 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

هل يتراجع إرث غاندى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثقف والموظف المثقف والموظف



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon