رحيل مناضل
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

رحيل مناضل

رحيل مناضل

 السعودية اليوم -

رحيل مناضل

بقلم ـ مصطفي الفقي

لم أكن أتوقع أن يكون ذلك هو آخر لقاء بيننا عندما شارك مع كوكبة من المفكرين والعلماء فى اجتماع دعوت إليه منذ أسابيع قليلة لاستكمال رؤية «مكتبة الإسكندرية» فى سنواتها القادمة، لقد كان مرحًا كعادته، متفائلًا بطبيعته، ودودًا بفطرته، إنه المناضل المصرى الكبير «رفعت السعيد» الذى فقدت شخصيًا برحيله صديقًا عزيزًا وأخًا كبيرًا ووطنيًا متوهجًا، والذى أمضى سنوات صعبة من عمره وذاق حياة «الزنازين» وعرف السجون فى العهدين الملكى والجمهورى على حد سواء، حتى إننى داعبته فى آخر جلسة بقاعة المؤتمر الذى عقدناه فى «مكتبة الإسكندرية» عندما كنت أقدمه للحديث قائلًا: المناضل «رفعت السعيد» رد سجون فى ثلاثة عهود، فقد جرى اعتقاله فى عهد «فاروق» باعتباره عضوًا مؤسسًا فى الحركات اليسارية النشطة حينذاك، وجرى اعتقاله فى عهد الرئيس «عبدالناصر» ضمن مجموعات اليساريين الذين قذف بهم نظامه إلى السجون، والعظيم فى أمرهم أنهم ظلوا على الولاء له حتى آخر لحظة فى أعمارهم رغم ما ذاقوه فى المعتقلات والتعذيب الممنهج الذى تعرضوا له، ولكن إيمانهم بـ«عبدالناصر» كان جزءًا من الإيمان بالوطن، فلم يتغيروا أبدًا لأسباب شخصية أو خلافات فى الوسائل والأساليب، فقد احترموا فيه انحيازه الكامل للطبقات الكادحة وتبنيه المطلق للمطالب الوطنية بلا مواربة أو زيف، لقد كان «رفعت السعيد» دارسًا بعمق للتاريخ، واعيًا بدهائه وتقلباته، ولقد خصص وقتًا كبيرًا فى دراسته، وبذل جهدًا كبيرًا فى متابعة تطور جماعة الإخوان المسلمين وأساليبها فى كل العهود التى عبرت عليها قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها، وكان عدوًا لدودًا لها وفاضحًا شديد المراس لأساليبها، كما كان مؤمنًا بالوحدة الوطنية، مدركًا لأهمية دور الأقباط فى الملف الوطنى، ولقد كانت تلك المسألة اهتمامًا مشتركًا بينى وبينه، ولم أتعجب عندما قال لى المناضل الكبير «خالد محيى الدين»- أطال الله فى عمره، وكنا فى رحلة برلمانية بالخارج أثناء رئاستى للجنة العلاقات الخارجية، وكان ذلك المصرى العظيم عضوًا فيها وهو يمخر عباب الثمانينيات من عمره وقتها- عندما سألته عن رأيه فى عدد من السياسيين على الساحة المصرية، لقد قال: (إن «رفعت السعيد» هو أفضلهم على الإطلاق)، لذلك تنازل له طواعية عن رئاسة حزب التجمع وهو مطمئن تمامًا ومقتنع اقتناعًا كاملًا، لأن ذلك هو أفضل اختيار لذلك الحزب الذى يملك برنامجًا سياسيًا واضحًا دون كل الأحزاب السياسية على الساحة المصرية، ولقد لفت نظرى فى تاريخ «رفعت السعيد» ومسار حياته الفكرى والسياسى ما لاحظته فيما قال أو كتب أنه كان موضوعيًا فى خلافه مع النظم واحتفظ «بشعرة معاوية» معها فى أصعب الأوقات وأحلك الظروف، ولم يكن أبدًا كارهًا لكل من يرى أو رافضًا لكل ما يحدث، بل كان وطنيًا موضوعيًا، يعرف الأرض الصلبة التى يقف عليها وينحاز لها، وكانت بينه وبين الرئيس الأسبق «مبارك»- رغم الاختلاف فى الرؤى والأساليب- مداعبات فى كل اللقاءات، مصدرها أن «رفعت السعيد» كان مقتنعًا بأن «ما لا يدرك كله لا يترك كله»، بل إن «رفعت السعيد» كان معتدلًا فى خصومته، محترمًا فى التعامل مع من يختلف معه، مؤمنًا أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.. إننى أزعم أن المسرح السياسى المصرى قد فقد واحدًا من أبطاله التاريخيين، وأن طعم الحياة العامة فى «مصر» لن يكون هو ذاته بعد رحيل ذلك المناضل الوطنى الجسور، ولعلى أسجل هنا ملاحظتين مهمتين:
أولًا: إن «رفعت السعيد» كان محدثًا وكاتبًا متألقًا فى الحالتين، كما أنه امتلك أرشيفًا سياسيًا لا أظن أن هناك من يملكه من أبناء جيله، ولقد عمل بدأب فى الحياة السياسية المصرية حتى آخر نفس فى حياته، كما كان مؤمنًا بالعلم وأهمية الاتجاه لدراسة العلوم التطبيقية بجانب العلوم النظرية، وله ابنة متفوقة فى ميدان البحث العلمى وابن متميز فى عمله، لأن الرجل كان مؤمنًا بأن المستقبل يجب أن يكون أفضل من الحاضر فى كل الظروف.

ثانيًا: إن «رفعت السعيد» الذى كان فى مرحلة من حياته صديقًا لـ«الاتحاد السوفيتى»، دارسًا وباحثًا، كان أيضًا محل تقدير من «موسكو» على نفس مدرسة السيد «خالد محيى الدين» ضمن الساسة الكبار الذين ينظر إليهم باحترام ولا يعتبرون محسوبين عليهم رغم نقاط الالتقاء معهم فى بعض المسائل الأيديولوجية، وقد كانت ميزة «رفعت السعيد» أن لديه عقلية نقدية متميزة، لا تقبل الأمور برمتها، ولكنها تستطيع الاختلاف معها فى بعض النقاط رغم الاتفاق الشامل فى مجمل موضوع بذاته.

لقد فقد فقراء «مصر» مدافعًا تاريخيًا عن قضية العدالة الاجتماعية منحازًا للطبقات الكادحة، كما فقد اليسار العربى واحدًا من جيل الرواد، وفقد حزب التجمع أهم قادته الحاليين وأحد مؤسسيه الكبار، كما فقدنا نحن- أصدقاءه وزملاءه- أيقونة نادرة فى ظروف سياسية صعبة انسحب فيها «رفعت السعيد» من الحياة فجأة ودون استئذان، لذلك فإنه عندما نعاه الناعى كان هول المفاجأة شديدًا، وكان الحزن وسوف يظل عميقًا.

المصدر / المصري اليوم 

arabstoday

GMT 15:57 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

أقباط مصر

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

اعترافات ومراجعات (36).. أزمتِي مع التكنولوجيا

GMT 06:13 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

فوائد الكورونا

GMT 07:27 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

طارق حجى.. جدل الثقافة

GMT 05:52 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

هل يتراجع إرث غاندى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل مناضل رحيل مناضل



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon