الكنائس فى «مصر»
إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى
أخر الأخبار

الكنائس فى «مصر»

الكنائس فى «مصر»

 السعودية اليوم -

الكنائس فى «مصر»

بقلم : مصطفى الفقي

وقعت فى يدى لوحة تاريخية لكنيسة مصرية فى العصر العثمانى، وهى توحى بأن الحريات الدينية لم تتعرض دائمًا للقمع الكامل، ولكنها شهدت فترات من الصعود والهبوط ما بين السماحة والاضطهاد.

ولن أذهب بعيدًا إلى «عصر الشهداء» عندما تعرض «أقباط مصر» لمذابح بشعة فى ظل ضغوط العصر الرومانى وما ارتبط به من ممارسات سوف تظل قابعة فى الذاكرة المصرية التى لم يشهد شعبها مثيلًا لها بعد الفتح الإسلامى، كان هناك اضطهاد للأقباط أحيانًا وتضييق عليهم أحيانًا أخرى مع تهميش دائم، وتلك كلها حقائق تاريخية ولكنها لا تعنى فى المقابل أن الأقباط جميعًا قد تعرضوا للقهر المستمر أو الإقصاء الذى لا يتوقف، فقد وصل نبوغ كثير منهم إلى مواقع مرموقة فى الدولة الإسلامية المصرية، وحاز الأقباط مناصب رفيعة فى بعض فترات الازدهار الوطنى.

ويهمنى هنا أن يتذكر الجميع أن جزءًا من معاناة المسيحيين المصريين هو جزء من المعاناة المشتركة التى يدفع ثمنها المسلمون أيضًا، ولقد جاءنى منذ أيام شاب مصرى مسيحى تخرج فى الجامعة عام 2010 يشكو لى أنه لم يجد الوظيفة المناسبة حتى الآن، ويعزو ذلك فى إشارة غير مباشرة إلى أن السبب هو مسيحيته، لذلك كانت دهشتى بالغة، فأنا أعرف عشرات الألوف من أقرانه المصريين المسلمين الذين يعانون البطالة أيضًا، ولم يجدوا الوظيفة المناسبة حتى الآن، فالقضية أن بعض المصريين يحيل الضغوط الاقتصادية العامة أو الروتين المتوطن فى بلادنا إلى مشكلة تختص بها طائفة دينية أو فئة مصرية!

ولاأزال أتذكر أن أستاذنا الراحل الكبير، د. لويس عوض، قد قال لى- ونحن نتناول الغداء معًا- إن «عبدالناصر» كان يبعث برجال المباحث العامة يتسمعون ما يقال فى (الوعظات الكنسية) فضحكت وقلت له: وكانوا يراقبون أيضًا خطب الجمعة وحركة المساجد! فالقضية كانت سياسية بالدرجة الأولى ولم تكن دينية أبدًا، ولقد تألق فى سماء الوطن مفكرون أقباط عظام نعتز بهم ونفاخر، من أمثال نموذجى «سلامة موسى» و«لويس عوض» وساسة كبار تتقدمهم أسماء من عائلات «غالى» و«عبيد» و«عبدالنور» وغيرها، ولو لم يكن لدى المصريين مسيحى لامع دوليًا وإقليميًا ومحليًا إلا «مجدى يعقوب» لكفاهم فخرًا على الدوام.

نعود الآن إلى قضية مبانى «الكنائس» المصرية التى يطل معظمها على مشارف المدن أو ضفاف النيل أو أعالى الكبارى والطرق الدائرية، ولابأس من ذلك، فهناك آلاف المساجد تتمتع بمواقع حاكمة أيضًا، ولكن الأمر المؤكد أن مشكلة بناء «الكنائس» تنحصر فى القرى الصغيرة التى قد تكون فيها أسر مسيحية من حقها أن تجد مكانًا للصلاة، والاعتراض على بناء الكنائس- فى ظنى- خطيئة وطنية وأخلاقية ودينية.

وإذا كانت دولة «اليونان» قد منعت إلى عهد قريب إقامة مسجد فى عاصمتها، وتحفظت «الدولة السويسرية» على مآذن المساجد، فالحالة لا يقاس عليها لأن تلك الدول لديها جاليات إسلامية، أما الأمر فى «مصر» فهو يختلف لأن المصريين جميعًا متساوون والأقباط ليسوا جالية وافدة، ولكنهم مصريون أقحاح شأن إخوتهم ممن دخلوا الإسلام واعتنقوه دينًا، ويهمنى أن أطرح بهذه المناسبة الملاحظات التالية:

أولاً: إننى لا أتحمس- بالمناسبة- لتسمية قانون «بناء الكنائس»، إذ إن ذلك يحتوى تمييزًا سلبيًا لا مبرر له، وكنت أتمنى لو حمل القانون الجديد اسم قانون «بناء دور العبادة»، على أن يتضمن فقرة أولى تضم عملية تنظيم المساجد وبنائها وإشراف وزارة الأوقاف عليها، ثم تنصرف باقى بنود القانون لمسألة بناء الكنائس باعتبارها دور عبادة لها احترامها وتوقيرها إذ يكفى أن الخليفة الراشد «عمر بن الخطاب» قد رفض أن يصلى فى كنيسة «القيامة» حتى لا يتخذ بعض المسلمين من بعده ذلك مبررًا لتحويلها إلى مسجد، و(العهدة العمرية) خير شاهد على روح الإسلام تجاه أهل الكتاب.

كما أننى أهمس فى أذن أشقائنا المسيحيين المصريين أن «الأديرة» هى دور عبادة أيضًا للرهبنة والصلاة وبعضها تصل مساحته إلى مئات الأفدنة، ولذلك فهى تدخل فى المساحة الكلية لدور العبادة المسيحية جنبًا إلى جنب مع «الكنائس»، ولقد تحولت كثير من «الأديرة» إلى وحدات إنتاجية مستقلة، وهذا أمر يحمد لها ولا يحسب عليها.

ثانيًا: إن قانون «بناء دور العبادة» الجديد هو إنجاز وطنى ضخم يجب أن تفاخر به حكومة الرئيس «السيسى» وأن يعتز به المصريون جميعًا، خصوصًا أن الحكومات السابقة وقفت عاجزة دونه! ونرجو أن يضع ذلك القانون نهاية لأسباب التحرش الطائفى والأحداث المؤسفة التى تحدث بين حين وآخر، خصوصًا فى «صعيد مصر»، وهى أمور عانى منها المصريون كثيرًا وأسهمت إلى حد كبير فى تشويه صورة الوطن أمام أبنائه فى الخارج، فضلًا عن ردود الفعل لدى كثير من الدول التى ترصد دائمًا المشكلات المصرية وتستثمر الأزمات التى تحدث فيها.

ثالثًا: إن العبرة ليست بالنصوص- وما أروعها- ولكن باقتناع أبناء الوطن بحقيقة التعايش المشترك التى تكاد تصل إلى خمسة عشر قرنًا لا يمكن إهدارها لأسباب تتصل بالجهل أو التعصب أو التطرف.

ولتقم لجان وطنية- مثل بيت العائلة وغيرها- بشرح روح القانون لمواطنينا فى «صعيد مصر» والقرى ذات التاريخ الملتهب بالأحداث الطائفية، حتى يدرك بسطاء الناس من أتباع الدينين أن «مصر» للجميع، وأن حرمة دور العبادة واحدة، وأن الاحترام المتبادل هو جزء من الصيغة التاريخية للوجود المصرى المشترك، لقد قال المعتمد البريطانى «الدون جورست» فى مطلع القرن الماضى: لم أر فى «مصر» مسلمين ومسيحيين، ولكننى وجدت مصريين يذهب أغلبهم إلى المساجد يوم الجمعة، ويذهب الباقى إلى الكنائس يوم الأحد!

إنها «مصر» صانعة الحضارة ورفيق التاريخ وكنانة الله.

arabstoday

GMT 15:57 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

أقباط مصر

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

اعترافات ومراجعات (36).. أزمتِي مع التكنولوجيا

GMT 06:13 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

فوائد الكورونا

GMT 07:27 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

طارق حجى.. جدل الثقافة

GMT 05:52 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

هل يتراجع إرث غاندى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكنائس فى «مصر» الكنائس فى «مصر»



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon