تشريح المفاجأة الاستراتيجية
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

تشريح المفاجأة الاستراتيجية

تشريح المفاجأة الاستراتيجية

 السعودية اليوم -

تشريح المفاجأة الاستراتيجية

بقلم - عبد المنعم سعيد

في كتاب نشر عام 1962 عن جامعة «ستانفورد» الأميركية بعنوان «بيرل هاربر: التحذير والقرار» تناول المؤلف روبرتا هولستتر هذه العلاقة بين المعلومات وتفسيرها فيما يخص الهجوم الياباني على بيرل هاربر، وبعده لم تجد الولايات المتحدة سوى الدخول في الحرب العالمية الثانية. الأطروحة الأساسية في هذا الكتاب كانت أن المفاجأة لم تحدث نتيجة نقص في المعلومات وإنما في سوء إدراكها؛ وهو ما حدث نتيجة «الإشارات» التي تقول شيئاً ما عن نوع الخطر أو النيات الخاصة به، و«الضوضاء الخلفية» التي هي نوع آخر من الإشارات التي تتناقض مع الإشارات الأخرى. بارتون ويلي في عام 1973 كتب عن «العملية بارباروسا»، الغزو الألماني لروسيا في الحرب العالمية الثانية، وميز ما بين المعلومات غير ذات القيمة التي تعقد عملية تحليل المعلومات وتجعلها دون جدوى، والمعلومات المدسوسة عمداً من قِبل الخصم لكي تضلل الطرف المعني. وفي الدراسة الشاملة لـ«ألكسندر جورج وريتشارد سموك» عام 1974 عن «الردع في السياسة الخارجية الأميركية» جرى التمييز ما بين «البيئة النفسية» للقرار، و«البيئة العملياتية» له، وتم التحذير بشدة من أخطار التحيزات العرقية. وبينما أكد هولستتر على أن مفاجأة بيرل هاربر حدثت بسبب الميل الإنساني لرؤية ما نريد أن نراه أو نتوقع رؤيته، فإن جورج وسموك قدما أن ذلك جزء من مجموعة الحواجز النفسية التي عادة ما تقف حائلاً مانعاً دون رؤية الحقيقة الواضحة! هاندل أشار فيما يتعلق بحرب أكتوبر 1973 إلى ثلاثة أنواع من الضوضاء؛ أولها تلك التي يقوم بها الخصم من خلال الخداع الاستراتيجي أو التكتيكي، وثانيها الضوضاء التي تنجم عن وجود بيئة دولية أو إقليمية صراعية، وثالثها الضوضاء التي ينزلها الطرف المعني بنفسه من خلال مفاهيمه ومعتقداته ومدركاته.

وربما كان روبرت غريفز أكثر من وضع إطاراً شاملاً لتفسير حدوث المفاجأة الاستراتيجية عام 1976 عندما وضع الشروط الستة لحدوث المفاجأة، وأولها صورة الخصم، وثانيها تحليل المعلومات على ضوء الاهتمامات الجارية، وثالثها تفسير الرسائل القادمة على ضوء الرغبات والتوقعات، ورابعها استخدام أمثلة تاريخية لتفسير وقائع راهنة، وخامسها تفسير المعلومات على ضوء المعتقدات المستقرة، وإذا كانت مخالفة لها فإن قبولها يكون في حدود تغيير طفيف في هذه المعتقدات، وسادسها لا يخص مُستقبل الرسالة وإنما من أرسلها الذي يتصور أن ما أرسله واضح تماماً بينما هو غامض ومتناقض. وعلى ذلك فإن الصورة التي كانت مستقرة لدى إسرائيل ـ وكذلك الولايات المتحدة ـ قُبيل حرب أكتوبر هي أن العرب منقسمون وقادتهم غير قادرين على شن حرب ضد إسرائيل، وأنه لا يوجد أمامهم إلا الخيار الدبلوماسي ليتبعوه، وبالنسبة للاتحاد السوفياتي، القوة العظمى في ذلك الوقت، فإنه خوفاً من هزيمة عربية أخرى لن يسمح للعرب بشن هذه الحرب.

كل ما سبق كان جزءاً من رسالتي للدكتوراه عن «الولايات المتحدة وأزمة أكتوبر 1973 في الشرق الأوسط» عند تشريح المفاجأة الاستراتيجية التي حدثت في الحرب التي قامت بها مصر وسوريا لتحرير أراضيهما المحتلة من إسرائيل منذ عام 1967. وما لفت النظر في هذه المفاجآت التاريخية أن طرفاً كانت لديه معلومات كافية أو كاملة عما يستعد به الطرف الآخر لتحقيق المفاجأة؛ ومع ذلك كان هناك فشل كامل في اتجاه أن الطرف الأول لن يقوم بما قام به. اختلف المحللون في تحديد أسباب العمى الاستراتيجي الذي جعل الطرف الثاني يصل إلى استنتاجات كانت لها نتائج وخيمة. المفاجأة التي قامت بها «حماس» تجاه إسرائيل يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي كانت من نوع فريد، وهو أن إسرائيل لم يكن لديها أي نوع من المعلومات رغم الأبعاد المتعددة للهجوم بين البر والبحر والجو، والصواريخ والأسلحة التقليدية. ولذا من الناحية الدراسية فإن أحداً لم يقتصر على رصد المفاجأة، وإنما أضيف إليها حالة «الفشل المخابراتي» الكاملة. لم تكن هناك معلومات أصلاً حتى يساء تفسيرها.

يجب التنويه أن «المفاجأة الاستراتيجية» ولو أنها تحقق المبادرة في الحرب، ولكنها لا تضمن نتيجة الحرب الكلية، التي تقوم رغم كل شيء على توازنات القوى بين الطرفين. فرغم بيرل هاربر فإن الولايات المتحدة كانت هي التي كسبت الحرب وخسرتها اليابان. ورغم العملية «بارباروسا» فإن ألمانيا كانت هي الخاسرة بينما كان الاتحاد السوفياتي هو الرابح. في حالة حرب أكتوبر 1973 العربية فقد أدت إلى خلق حالة من التوازن سمح في النهاية بتحقيق السلام بين مصر وإسرائيل؛ ولم يكن ذلك ممكناً لولا أن الرئيس السادات كان يعرف حدود القوة، وأن مفاجأته الاستراتيجية كانت جزءاً من استراتيجية متكاملة فتحت أبواباً مع الولايات المتحدة، وحصلت على أسلحة متطورة ومناسبة للاستراتيجية العسكرية المصرية، وكانت في كل ذلك لديها تأييد دولي وعربي واسع.

حالة مفاجأة «حماس» الاستراتيجية لا تزال في أيامها الأولى، وسوف يأتي دورها في دراسات مقبلة، ولعل أهم ما سوف يلاحظ عليها هو غياب استراتيجية متكاملة، وما ذكر منها لم تكن هناك إشارة عليه في الواقع العملي. الاستراتيجية الأولية لـ«حماس» هي أن تكون مفاجأتها بمثابة العامل المفجر لحرب شاملة تفتح بها جبهات من الضفة الغربية وسوريا ولبنان وإيران، وكان ذلك ما جاء في خطاب القائد العسكري لـ«حماس» محمد ضيف أو أبو خالد. ولم يكن في يد «حماس» لكي تعطيه للعالم سوى خطاب المظلومية الفلسطينية، واتهامات المعايير المزدوجة، وتجنب القانون الدولي وقرارات «الشرعية الدولية ذات الصلة». لم يكن لديها وقد حصلت على المفاجأة مبادرة تعكس فيها إدراكها لحدود القوة، وأكثر من ذلك لجأت إلى استخدام المختطفين بوصفهم أداة لحماية الذات.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشريح المفاجأة الاستراتيجية تشريح المفاجأة الاستراتيجية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon