من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا قلق روسيا وأوهام الغرب
حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة مقتل 6 جنود باكستانيين في هجوم مسلح على موقع أمني قرب الحدود مع أفغانستان غضب إيراني واحتجاج مصري بعد تصنيف مباراة منتخبيهما في مونديال 2026 كمباراة فخر في سياتل زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر اليوم جنوب جزر كيرماديك في نيوزيلندا اليابان تحذر من موجات تسونامي تصل ثلاثة أمتار بعد زلزال بقوة 7,6 درجة ليفربول يستبعد محمد صلاح من رحلة ميلانو وسط توتر مع المدرب سلوت
أخر الأخبار

من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا: قلق روسيا وأوهام الغرب

من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا: قلق روسيا وأوهام الغرب

 السعودية اليوم -

من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا قلق روسيا وأوهام الغرب

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

من هدايا المهنة أنها أعطتني فرصة اللقاء مرتين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. آخر اللقاءات وأطولها كان في يونيو (حزيران) الماضي، حين أدرت مع بوتين لأكثر من ساعتين حواراً متشعباً، ضمن فعاليات منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي. سبق ذلك وأعقبته لقاءات مطولة معه خارج الإعلام. كان النقاش صريحاً جداً وحاداً أحياناً، وإن على الطريقة البوتينية الباردة التي لا تتصنع الهيبة ولا تتوسل الصخب.

مرَّر الرجل رسائله بمزيج من التلميح والتصريح، ولكن دائماً بأداء كاشف لما ما في عقله. قال إن أوكرانيا كلها روسية، رداً على سؤالي حول تخطي جيشه حدود المناطق التي تعتبرها موسكو روسية نحو أعماق أوكرانية جديدة. لم يكن فحوى الكلام وسياقاته آنذاك تشير إلى عزم موسكو احتلال كامل أوكرانيا، كما ضج الإعلام الدولي بعدها. رسالته كانت أن تركيزه منصبٌّ على تأمين منطقة أمنية عازلة للأمن القومي الروسي في الشرق والجنوب، وإشارة إلى أن استراتيجية الكرملين ذات أهداف أمنية محدودة؛ لكنها غير قابلة للتفاوض.

بدا لي بوتين أقرب إلى زعيم قلق يخشى انهيار عمق بلاده الاستراتيجي، أكثر منه قائداً يسعى وراء مشروع توسُّع إمبراطوري لا نهاية له، وهذا بالضبط ما تجاهله ويتجاهله كثير من الخطاب الغربي الذي يصرُّ على اختزال روسيا في أنها صاحبة ميل للحرب الأبدية.

استعادة الكلام الرئاسي الروسي هذا تمليه مخرجات قمة ألاسكا بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

لم تُسفر القمة عن وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام، ولكن رسائلها البصرية -من السجادة الحمراء إلى ركوب «الليموزين» مع ترمب، وصولاً إلى إسقاط واشنطن خيار فرض عقوبات جديدة على موسكو- أعادت بوتين إلى منصة الندِّية مع الغرب، ومنحته الاعتراف الذي سعى إليه منذ سنوات، بأنه لاعب لا يمكن عزله.

حرر ترمب من جهته تعريف الأزمة الأوكرانية- الروسية من أسر العقلية الليبرالية الغربية الصدامية مع موسكو، ومأزق البحث عن انتصار غير ممكن عليها. أعطى الرئيس الأميركي الأولية لاتفاق سلام شامل يركِّز على إنتاج استقرار دائم؛ لا على هدنة مؤقتة، من خلال تبادل الأراضي، وضمان أمن أوكرانيا عبر صيغ مستقلة عن حلف «الناتو» الذي يثير حفيظة الكرملين. ويعتبر ترمب أن مقاربته تستند إلى رؤية «أميركا أولاً» التي يناسبها تسريع مسارات التفاوض على نحو يفتح الطريق نحو اتفاق ينهي النزيف البشري الذي يقدَّر بآلاف الضحايا أسبوعياً، ويسمح لواشنطن بإعادة استثمار مواردها بعيداً عن الانخراط في نزاعات طويلة.

المعترضون على نتائج القمة، ومن يتهمون ترمب بأنه منح الرئيس الروسي «هدايا مجانية» هم أنفسهم من يراهنون على التمسك باستراتيجيات سلاح العقوبات والعزل التي أثبتت فشلها.

فالولايات المتحدة، بعد فرضها عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، لجأت سراً إلى الهند والصين ودول آسيوية أخرى، لحثهم على ألا يتوقفوا عن شراء النفط الروسي، حتى لا يؤدي ذلك إلى قفزات جنونية في الأسعار العالمية. وأوروبا التي ترفع لواء «المبادئ»، حافظت على تجارتها مع روسيا عبر أطراف ثالثة أوروبية وغير أوروبية، لا سيما في قطاعات الطاقة والمعادن وغيرها. حقيقة الأمر أن العقوبات لم تضعف موسكو بقدر ما دفعتها إلى تنويع أسواقها وتعزيز شراكاتها مع دول الجنوب، بينما أثقلت كاهل المجتمعات الأوروبية نفسها بأزمات الطاقة والتضخم، دعك من انهيار الاقتصاد الأوكراني، وتشرد الملايين، واستنزاف أجيال أوكرانية بين الهجرة والقتال.

فكيف يمكن لعزلٍ ناقص وعقوبات متناقضة أن تُنتج تسوية؟

أهم ما حققته القمة أن ترمب لم يغرق في انحيازات آيديولوجية غربية تصر على أن «نزعة توسعية بلا سقف» تتملك عقل بوتين. على العكس، تعامل الرجل مع القلق الروسي الراسخ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بشأن توسع «الناتو» شرقاً، وخسارة العمق الأمني، والشعور بالحصار الاستراتيجي، على أنها دوافع حقيقية، لا يمكن استيلاد مرتكزات للاستقرار المستدام من دون أخذها في الاعتبار.

أدرك ترمب بغريزته أنه من دون النظرة الواقعية إلى جذور الأزمة الراهنة، ستظل أوكرانيا معلَّقة بين روسيا التي ترفع هواجسها إلى مستوى «خطوط حمراء حضارية»، وغرب يتحدث عن مبادئ سامية؛ لكنه يتصرف بانتقائية ومصالح متناقضة.

من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا، يتضح أن المشكلة الحقيقية ليست في «حلم إمبراطوري روسي» بقدر ما هي في فشل حكومات غربية رئيسية في قراءة دوافع روسيا. ولو أن قمة ألاسكا نجحت فقط في ترسيخ حقيقة جيوسياسية مفادها أن لا عزل روسيا ممكن، ولا تسوية متاحة من دون فهم هواجسها العميقة، فإنها ستذكر في كُتب التاريخ بوصفها واحدة من لحظات الواقعية السياسة اللافتة منذ عقود طويلة.

أما الاستمرار في تجاهل هذين الحدين -أي استحالة العزل وضرورة فهم بوتين كما هو لا كما يتخيله العقل الليبرالي- فسيجعل أمد الحرب سيطول، وستظل أوكرانيا تدفع وحدها ثمن التناقض بين قلق روسيا وأوهام الغرب.

arabstoday

GMT 18:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف أوكرانيا ورحلة المخاطر المحسوبة

GMT 18:24 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

من باريس إلى الصين

GMT 18:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 18:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 18:03 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 18:02 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 17:57 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

GMT 17:55 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان والاغتيال الثانى للنقراشى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا قلق روسيا وأوهام الغرب من سانت بطرسبورغ إلى ألاسكا قلق روسيا وأوهام الغرب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 13:51 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا
 السعودية اليوم - الفنانة منة شلبي تخوض الفترة الحالية نشاطًا دراميًا مكثفًا

GMT 07:13 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

قائمة نيويورك للكتب الأعلى مبيعات في الأسبوع الأخير

GMT 14:18 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

منتخب الأردن في مهمة سهلة أمام نظيره الفلسطيني الثلاثاء

GMT 20:34 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال يؤكد أن الوحدة الخصم الأفضل في الدوري

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الـقـدس .. «قــص والصــق» !

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

اتحاد عزت والفساد الرياضي

GMT 20:58 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أم صلال يتعادل مع الوكرة بدون أهداف في الدوري القطري

GMT 02:26 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

انتحار أمين شرطة في مطار الأقصر الدولي

GMT 18:43 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الريحان ينشط الشهية ويحسن الهضم ومضاد للتشنج

GMT 08:50 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أجمل إطلالات النجمات الساحرة خلال عرض أزياء شنيل

GMT 17:33 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

20 صورة لـلفنانة هالة فاخر تثيرالجدل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon