17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية

17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية

 السعودية اليوم -

17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية

بقلم - مأمون فندي

 

أكتب عن 17 أكتوبر (تشرين الأول) 1961، كنقيض السابع من أكتوبر الذي يعمده الإعلام الغربي، وخصوصاً الفرنسي، وكأنه أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أكتب عن ذاكرة التعميد وذاكرة الإزاحة والحذف، أكتب عن المجزرة التي حدثت بالقرب من جادة سان ميشيل بوسط مدينة النور «باريس»، والمعروفة بمذبحة السين، عندما تظاهر أكثر من 30000 جزائري في وسط المدينة؛ احتجاجاً على قوانين فرنسية ظالمة تحظر عليهم التجوال، تظاهروا أيضاً استجابة لنداء جبهة التحرير الجزائرية، وكان الفرنسيون، كما الإنجليز اليوم، يتّهمون المتظاهرين بالتخريب ودعم الإرهاب، يومها قتل البوليس الفرنسي مئات من الجزائريين، وألقى بعضهم في نهر السين، وأطلق النار عليهم وهم في الماء. ومجزرة السين ضد المتظاهرين الجزائريين حدثت بإيحاء ومن قائد البوليس الفرنسي موريس بابون، مدير أمن العاصمة، يتذكر الإعلام الفرنسي ويُذكّرنا، كل يوم، بما حدث في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر، ولم يقل لنا إن فرنسا لم تعترف بمذبحة السين إلا بعد ستين عاماً من حدوثها. أكتب عن مجزرة السين من لندن، بعد مرور أكثر من ستين عاماً عليها وفي ذهني وزيرة الداخلية البريطانية المُقالة سويلا بريفيرمان، والتي ادّعت أن المظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني تتخللها عناصر إرهابية ومُخرِّبون وجماعات داعمة للإرهاب، وتدعو رئيس بوليس عاصمة لندن، مارك رولي، إلى قمع هذه المظاهرات، ترى ماذا لو سمع مارك رولي كلام بريفيرمان العنصرية، وسمح لقواته بمواجهة المتظاهرين؟ هل كانت لندن ستصبح باريس 1961؟ وهل كنا سنشهد مجزرة نهر التيمز، مثلما علمنا فيما بعد بمجزرة نهر السين؟

في مقالي السابق قلت إن العالم لو انتبه للإبادة الجماعية التي اقترفها الألمان فيما يُعرَف بناميبيا اليوم، في بداية القرن، لما حدثت محرقة اليهود، ولكن يبدو أن مارك رولي تعلَّم من مجزرة السين، ولذلك رفض طلب الوزيرة العنصرية بريفيرمان.

أحد أهداف هذا المقال هو التعرض لشق التظاهرات المناهضة للإبادة الجماعية في العواصم الكبرى، وعن محاولات تشويه هذه المظاهرات وإخماد جذوتها، وهو ما أشرت إليه في العنوان على أنه الحزام العالمي للإبادة الجماعية، الممتدّ من سويلا بريفيرمان في لندن، إلى نيكي هيلي مرشحة الجمهوريين المحتملة في أميركا. وهو مقال استكمال للمقال السابق الخاص بالإبادة الجماعية كحرفة وتراكم خبرات (الشرق الأوسط 18 ديسمبر 2023).

أما الهدف الثاني فهو شبه اعتذار، إذ لم أعط الإبادة الجماعية لأهلنا في الجزائر حقها في المقال السابق، وأتخذ من مجزرة السين مدخلاً للحديث عن تلك المذابح التي ارتكبتها فرنسا، والتي لم يكن لها مثيل في التاريخ سوى إبادة الأميركان قبائل أهل البلاد الأصليين في أميركا الشمالية، في نهاية القرن التاسع عشر، ضد قبائل مثل السو والأباتشي، أو في 1830 عندما قام الحيش الأميركي بتطهير عِرقي في شرق ولاية أوكلاهوما ضد قبلائل الشروكي، والتي عُرفت فيما بعد باسم «طريق دموع الشروكي (the Cherokee trail of tears)»، شيء أشبه بطريق الآلام عند المسيحيين. ما أحدثته فرنسا في الجزائر، خلال فترة الاستعمار، لم يكن أقل عنفاً مما حدث لقبائل أهل البلاد الأصليين في أميركا الشمالية. لم نعرف من أسماء قبائل الهنود الحمر أو أهل البلاد الأصليين اليوم إلا أسماء طائرات الأباتشي وأسماء العربات الشروكي.

كما هو معلوم، بدأت حرب التحرير الجزائرية من 1954، وانتهت بالاستقلال من الاستعمار الفرنسي في 3 يوليو (تموز) 1962، بعد انتهاء حرب التحرير الجزائرية، وتوقيع اتفاقيات إيفيان بين الحكومة الفرنسية وجبهة التحرير الوطني الجزائرية. خلال هذه الفترة بذل الجزائريون الغالي والنفيس من أجل الحصول على استقلالهم، وراح ضحية هذه الحرب مليون ونصف مليون جزائري. أثناء استعمارهم الجزائر، مارَس الفرنسيون سياسة التهجير، كما يفعل الإسرائيليون بأهل فلسطين اليوم. الاستعمار الفرنسي الاستيطاني، ومنذ هجومه على الجزائر في 1830، قتل وحرق وهجّر إلى بقاع نائية الآلافَ من أعيان الجزائر وقادة مجموعات المقاومة المتعددة، وقام بإبادة قبائل كاملة وسحْقها عن بكرة أبيها. فاختفت من المشهد الجزائري قبائل وأقوام وعوائل كاملة من وجه خريطة البلاد، إبادة جماعية كاملة الأركان لم يحاسَب عليها الفرنسيون، فقد كانت إبادة من دون كاميرا ولا وتصوير ولا إعلام يُوثِّق ما حدث. الفارق أننا اليوم نشاهد الجرائم الإسرائيلية في غزة على الهواء مباشرة، أما في حالة الاستعمار الفرنسي للجزائر فكل ما لدينا هو ما تحتكره فرنسا، اليوم، من أرشيف، وكما في قضية موريس بابون والكذب الذي أحاط مجزرة السين في فرنسا، غلّف الكذب الفرنسي والغربي مجازر فرنسا في الجزائر.

حيث تم نفي عائلات وكبار القوم إلى الجبال، وحشد الجزائريون قوتهم في الداخل والخارج من أجل نيل حريتهم من نير الاستعمار الفرنسي، وارتكبت فرنسا عدداً من المجازر والفظائع بحق المجاهدين في الداخل والخارج؛ ومنها مجزرة باريس التي لم تعترف بها فرنسا إلا تدريجياً، بداية في نهاية التسعينات من القرن الماضي (1999)؛ أي بعد ما يقرب من أربعين عاماً من حدوثها، ثم أثناء زيارة الرئيس فرانسوا هولاند الجزائر، والتي أقرّ فيها بالمجزرة بعد ما يقرب من ستين عاماً، في خطابه بالجزائر في ديسمبر (كانون الأول) 2012، ومع ذلك لم يقدم أولاند للجزائريين أي اعتذار. وكما هي الحال مع القوى الاستعمارية، قالت السلطات الفرنسية أيامها إن عدد الضحايا لم يتجاوز ثلاثة قتلى، وظلت فرنسا تُردد هذه الأكاذيب لسنوات، وتحدَّث مؤرخون؛ من أبرزهم جون لوك إينودي عن سقوط أكثر من مائة قتيل، فيما تقدِّر الجزائر الضحايا من 300 إلى 400 قتيل، أُلقي بجثث العشرات منهم في نهر السين. جون لوك إينودي، الذي كشف، في شهادته التي نُشرت في 20 مايو (أيار) 1998 بصحيفة «لوموند»، أنه في أكتوبر 1961 «وقعت في باريس مَجزرة اقترفتها قوات الشرطة بأمر من موريس بابون». ورفع بابون قضية ضد المؤرخ بدعوى التشهير، وخسِرها في عام 1999 وبُرّئ المؤرخ. ما زالت جرائم الإبادة الجماعية في الجزائر تحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات، ولكن ما تُذكّرنا به مذبحة السين هو أن الغرب، وحتى الآن، لم يمتلك الشجاعة الأخلاقية للاعتراف بجرائمه، واستعاض عنها إما بالكذب أو تصدير بعض الملونين، مثل سويلا بريفيرمان ونيكي هيلي، لدفع حرماتهم لمزيد من التطرف، ولكن الذي أنقذ لندن من مصير مذبحة السين هو وجود رجل عنده ضمير حي، وربما دارس للتاريخ وهو قائد شرطة لندن؛ السير مارك رولي.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية 17 أكتوبر والحزام العالمي للإبادة الجماعية



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon