كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري
زيلينسكي يؤكد أن المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين شقيقة ميسي ماريا سول تتعرض لحادث خطير وتلغي زفافها من مدرب إنتر ميامي هجوم سيبراني يشل خدمة البريد الوطنية الفرنسية ويؤدي لتعطيل الطرود والمدفوعات عبر الانترنت وكالة الفضاء اليابانية تعلن فشل إطلاق صاروخ H3 وفشل وضع القمر الصناعي Michibiki 5 في مداره المرصد الإسلامي يسجل أكثر من 72000 شهيد فلسطيني و180 ألف جريح منذ أكتوبر 2023 مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مقتل 5 أشخاص في حادث تحطم طائرة مكسيكية بولاية «تكساس» الأميركية الكنيست يصدق على تحويل قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في القدس من أمر طوارئ مؤقت إلى قانون دائم إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات الاختناق خلال اقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي بلدة الرام الجيش اللبناني يعلن استشهاد الرقيب الأول علي عبد الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان بداخلها أمس في قضاء صيدا
أخر الأخبار

كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري

كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري

 السعودية اليوم -

كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري

بقلم : خير الله خير الله

كلّما مرّت الذكرى، كلّما اكتشف المرء عنصرا جديدا يؤكد أن الجريمة لم تكن تستهدف الرجل بمقدار ما أنّها كانت تستهدف لبنان بكلّ أبنائه. كانت تستهدف سوريا أيضا التي تحولت مدنها إلى أطلال في غياب رفيق الحريري.

للمرّة الثانية عشرة تطلّ ذكرى غياب رفيق الحريري الذي اغتيل ظلما مع رفاقه بهدف التخلص من لبنان. للمرّة الثانية عشرة يتبيّن أن الجريمة التي ارتكبت في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005 لن تمرّ.

من كان يصدّق، أن النظام السوري الذي كان، في أقلّ تقدير، متواطئا مع منفذي الجريمة انتهى في اليوم الذي اغتيل فيه الشخص الذي يرمز إلى المحاولة الجدية الوحيدة، منذ العام 1975، لإعادة الحياة إلى لبنان انطلاقا من بيروت.

ما تشهده سوريا في هذه الأيام أسوأ من نهاية لنظام. إنّها نهاية لبلد كان يمكن أن يكون من أفضل بلدان المنطقة، لو وجد فيه من يستمع لرفيق الحريري بدل أن يرفع شعارات “المقاومة” و”الممانعة” لتبرير الجرائم المرتكبة في حقّ اللبنانيين والسوريين في آن.

في اثني عشر عاما، جرت المحاولة تلو الأخرى من أجل القضاء على ما بناه رفيق الحريري في وقت قياسي. تكمن مشكلة الذين يقومون بهذه المحاولات في أنّهم لا يدركون مدى عمق الجذور التي لمشروع رفيق الحريري. هذا المشروع الذي يتلخص بعبارة بناء الإنسان والحجر في آن.

أصبح رفيق الحريري رئيسا لمجلس الوزراء في العام 1992. ما يفوت كثيرين أن عملية إعادة بناء لبنان لم تبدأ بتشكيل الحكومة الحريرية الأولى. بدأت العملية منذ أصبح رفيق الحريري قادرا على مساعدة لبنان واللبنانيين من ماله الخاص الذي كسبه بعرق جبينه في بلد الخير الذي اسمه المملكة العربية السعودية.

على المرء ألاّ يستحي من تسمية الأشياء بأسمائها. هناك شخص يعرف لبنان. كان هذا الشخص، “المهووس بلبنان” على حدّ تعبير نهاد المشنوق، مستعدا للتبرع بثروته الضخمة، أو على الأصح بقسم كبير منها من أجل البلد وكي “يبقى البلد”، كما كان يقول رفيق الحريري نفسه.

من تعرّف على رفيق الحريري مطلع تسعينات القرن الماضي، قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الوزراء، يدرك كم تطوّر الشخص في غضون خمسة عشر عاما.

كان من الزعماء القلائل الذين لا يستحون من قول عبارة “لا أعرف” عندما كان أمام سؤال لا يمتلك جوابا عنه أو قضية غريبة عنه. لكنّه كان في المقابل يعرف من هو الشخص الأفضل للإجابة عن هذا السؤال أو للتعاطي مع هذه القضية بشكل فعّال.

في هذه القدرة على التطوّر والتأقلم مع المتغيّرات ومعرفة من يصلح لماذا، تكمن أهمّية رفيق الحريري الذي سعى إلى إقامة علاقات مع جميع اللبنانيين وعمل في الوقت ذاته على التأسيس لشبكة علاقات عربية ودولية لم يكن هناك من مثيل لها.

كان مهتمّا بكلّ شاردة وواردة من أقصى المغرب العربي إلى كلّ دولة من دول الخليج، مرورا بالطبع بالمشرق العربي. قليلون يعرفون أن رفيق الحريري شارك في صياغة الدستور الفلسطيني عن طريق أفكار معيّنة ساهمت في إغناء الدستور وإعطائه بعدا إنسانيا.

لعلّ أكثر ما يلفت في رفيق الحريري أنّه كان يعرف كيف يبني وكيف يؤسس. امتلك معرفة عميقة بلبنان واللبنانيين. كان يعرف أهمّية الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصارف والفنادق والمطاعم وكلّ المرافق السياحية في لبنان. استثمر فيها وفي الإنسان اللبناني.

لذلك علّم عشرات آلاف اللبنانيين على حسابه. عرف معنى الجامعة الأميركية في بيروت ومستشفاها وأهميّة الجامعة اليسوعية والجامعة العربية والجامعة الوطنية (الجامعة اللبنانية). لولا رفيق الحريري، لكان ممكنا أن تقفل الجامعة الأميركية أبوابها وأن يهاجر أساتذتها وجميع الأطباء الذين كانوا يعملون في مستشفاها.

حمى رفيق الحريري الجامعة الأميركية والجامعات الأخرى التي خرّجت شبانا لبنانيين وآخرين من العرب برعوا في كلّ الميادين.

أحد خريجي الجامعة الأميركية تبرّع أخيرا للجامعة وكلية الهندسة فيها بمبلغ كبير. اسمه مارون سمعان وهو شاب لبناني من الجنوب تخرّج من كلّية الهندسة.

أراد بكل بساطة أن يكون وفيّا لمن قاده إلى النجاح. أراد أن يكون وفيّا للبنان وللجامعة التي قدّمت له الكثير. تلك مدرسة وطنية بحدّ ذاتها ساهم في تعميمها رفيق الحريري وآخرون سبقوه في ذلك، لكنّ أيّا منهم لم يقدّم ما قدّمه في ظروف في غاية الصعوبة والدقّة.

حمى رفيق الحريري كلّ المؤسسات الوطنية. كان يعرف معنى دعم الجيش وقوى الأمن ومعنى أن تجد جريدة “النهار” ورقا كي تستمرّ في الصدور ومعنى أن يبقى للبنان شركة طيران خاصة به اسمها “الميدل إيست”.

هذا غيض من فيض ما عمله رفيق الحريري الذي أعاد لبنان إلى خريطة الشرق الأوسط. كانت لرفيق الحريري جذور عميقة في لبنان. زرع هذه الجذور الواحد تلو الآخر.

كان دؤوبا. كان عصاميا. كان يعرف أن الرهان على لبنان في محله. لذلك بعد اثني عشر عاما على اغتياله لا يزال رفيق الحريري حاضرا أكثر من أيّ وقت.

يعرف كلّ لبناني شريف ماذا فعل رفيق الحريري للبنان. يعرف قبل أيّ شيء آخر أنّه لولا رفيق الحريري، لكانت بيروت مدينة مقسمة وسطها مكان تسرح فيه وتمرح الكلاب الشاردة.

قبل المباشرة بإعادة وسط بيروت، كان هذا الوسط مساحة تحوّلت إلى أدغال. نبتت أشجار في وسط المدينة. مررت بالوسط في العام 1990 وكان معي ابني الذي كان بلغ في حينه الرابعة من العمر. نظر حوله وقال لي بالحرف الواحد: “لقد قتل الصيّادون المدينة”. كان يقصد بالصيادين أولئك الوحوش الذين ينتمون إلى ميليشيات مختلفة. لم يكن لدى هؤلاء من هدف سوى قتل بيروت.

بفضل رفيق الحريري، انتصرت ثقافة الحياة على ثقافة الموت. هذا معنى إعادة بناء بيروت. أقام جذورا لثقافة الحياة. هذه الجذور عميقة إلى درجة يصعب اقتلاعها. هذه الجذور جعلت اللبنانيين ينتفضون في الرابع عشر من آذار ـ مارس 2005 بعد شهر من اغتيال رفيق الحريري. أخرج اللبنانيون بصدورهم العارية القوات السورية من لبنان بعد احتلال استمر نحو ثلاثة عقود.

لا شيء يعوّض عن خسارة رفيق الحريري الذي يعرف كلّ لبناني من اغتاله ولماذا اغتيل بعد أقلّ من سنتين من تسليم الإدارة الأميركية العراق إلى إيران وبدء الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي استهدف أوّل من استهدف رفيق الحريري ومشروعه الوطني.

المحزن في الأمر أنّ رفيق الحريري لم يكن فرصة أضاعها لبنان. كان فرصة أضاعتها سوريا أيضا. لا شيء يحدث بالصدفة.

ليس صدفة انهيار سوريا بعد سنوات قليلة على غياب رفيق الحريري. لم يكن الرجل حاميا للبنان فحسب، كان حاميا لسوريا أيضا.

لبنان سيتمكن من التقاط أنفاسه، وإن بصعوبة. ولكن كيف لم يستطع بشّار الأسد فهم أنّ اغتيال رفيق الحريري سيؤدي به وبنظامه وسيجعله أسير مشروع إيراني ذي أهداف واضحة كلّ الوضوح من بين ضحاياه سوريا ولبنان وكلّ ما هو عربي في المنطقة؟

المصدر : صحيفة العرب

 

arabstoday

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:50 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

المغرب وحقوق الإنسان... انتصار طبيعي

GMT 16:04 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

البُعد الإيراني للتصرفات الحوثيّة

GMT 10:41 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

حرب من دون أفق سياسي

GMT 09:01 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

إيران تدخل لبنان حرباً معروفة النتائج!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري كم هي عميقة الجذور التي زرعها رفيق الحريري



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:06 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 السعودية اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:23 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

اسبوع رائع ودسم مع وجود الشمس في برجك

GMT 05:15 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

شطيرة مطعم "صبواي أستراليا" تثير جدلاً على الإنترنت

GMT 22:09 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

Haute Coutureِ Winter 2017

GMT 02:16 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

غارديان البوليفي من أغرب وأجمل المطاعم في العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon